فيراري أس أف 90 سترادالي … سطراً جديداً من التميز في تاريخ الحصان الجامح

تاريخ النشر : 31 مايو 2019

بواسطة : سبور موتور

                                                 

خطّت فيراري سطراً جديداً من التميّز في صفحات تاريخها العريق مع إطلاقها لسيارة ’إس إف 90 سترادالي‘، أول سلسلة سيارات كهربائية هجينة قابلة للتوصيل بمصدر للطاقة الكهربائية (PHEV) تدخل حيز الإنتاج التجاري واسع النطاق.

وتعد سيارة ’فيراري إس إف 90 سترادالي‘ الأكثر تطوراً في فئتها من ناحيتي الأداء والتقدم التقني. ويستوحي التصميم الخارجي للسيارة إلهامه من المبدأ التالي: ابتكار تصميم متطور يرتقي بمفهوم السيارات الرياضية المتميزة، حيث تعدّ السيارة أولى إنتاجات هذا المفهوم من سيارات ’فيراري‘ الفائقة.

وانطلاقاً من ذلك، قام فريق التصميم التابع لعلامة ’فيراري‘ بإعادة دراسة التناسب بين أحجام مقدمة ومركز ومؤخر السيارة، وذلك في إطار عملية إعادة تقييم شاملة للسيارات الرياضية المزودة بمحرك وسطيّ خلفي التي أنتجتها العلامة على مدى 20 عاماً الماضية.

وتمثل الهدف من ذلك في تصميم سيارة فائقة تستحق حمل شعار ’الحصان الجامح‘ بفضل مستويات أدائها غير المسبوق . وتندرج سيارة ’فيراري إس إف 90 سترادالي‘ ضمن فئة سيارات الكوبيه المزودة بمحرك وسطيّ خلفي، ولعل أشهرها سيارة ’فيراري إف 8 تريبوتو‘ وغيرها من السيارات الخارقة من أمثال سيارات ’لافيراري‘؛ حيث ترسي هذه الفئة معايير جديدة لتكنولوجيا السيارات الهجينة النابضة بالتقنيات المتطورة.

التصميم الخارجي

أتاح التصميم الهندسي لسيارة ’فيراري إس إف 90 سترادالي‘، والتي تتوضع مقصورتها أمام المحرك الوسطي، للمهندس فلافيو مانزوني وفريقه من المصممين المبدعين في ’مركز فيراري للتصميم‘ فرصةً الاستفادة من منصة مثالية لابتكار سيارة خارقة ذات أبعاد لا تضاهى.

وأفضى استخدام الأغطية المدمجة (وعلى وجه التحديد الغطاء الخلفي القصير للسيارة بالمقارنة مع الغطاء الأمامي) والتصميم المنحني بانسيابية نحو الأمام إلى تطوير شكلٍ وثّاب يوحي بالاندفاع والقوة، وهو الأمر الذي تتم ترجمته بفضل المحرك الهادر المثبت في وسط السيارة.

كما أتاح انخفاض مركز ثقل السيارة للمصممين إمكانية خفض ارتفاع المقصورة بمقدار 20 مم، إلى جانب تركيب زجاج أمامي أكثر انحاءً وأعمدة أمامية أكثر نحافة ومسارات أعرض، وبالتالي الحصول على تصميم أنيق بأبعاد فائقة الروعة.

وتمتاز مقصورة السيارة المصممة على شكل فقاعة بمظهرها الفريد الذي يشبه قمرة القيادة في السيارات، وانحدارها الشديد نحو الأمام والذي يؤكده التصميم الهندسي للدعامتين المطليتين بالألوان واللتين تحيطان بالقسم الخلفي للسيارة.

وقدّمت العلامة حلاً آخر يتمثل في المصابيح الأمامية التي تبتعد عن التصميم المعهود بشكل حرف L لتندمج مع فتحتي الهواء، ما يمنح مقدمة السيارة شكلها الفريد والمقوّس الذي يشبه الحرف C ويضفي على السيارة مظهرها الرياضي الأنيق وفائق التطور.

وللمرة الأولى على الإطلاق في سيارات ’فيراري‘، تستخدم سيارة ’فيراري إس إف 90 سترادالي‘ مصابيح أمامية تعمل بتقنية matrix LED لتحسين الرؤية في جميع ظروف القيادة بفضل نظام التحكم النشط الضوء.

وتم تصميم القسم الخلفي من السيارة بما ينسجم مع الحضور القوي لأنابيب العادم التي تم تحسينها بشكلٍ كبير. ونظراً لانخفاض مستوى المحرك بالمقارنة مع النماذج السابقة، فقد نجح المصممون أيضاً بخفض ارتفاع القسم الخلفي للسيارة.

وطرأ تغيّر آخر على تصميم السيارة الخارجي بالمقارنة مع السيارات الرياضية الأقدم، والذي يتمثل بأن تصميم الزجاج الخلفي لم يعد يشكل امتداداً للخط المتجه من السقف نحو المصدات الخلفية، وذلك من خلال فصل الزجاج الخلفي عن شبك التبريد.

وشهدت المصابيح الخلفية للسيارة أيضاً تطوراً جذرياً عن المظهر المدور في نماذج ’فيراري‘ السابقة. وتسهم الأضواء الخلفية بتصميمها الحلقي المذهل وترتيبها الخطيّ في إضفاء منظور أفقي على المصابيح الخلفية، وذلك بما ينسجم مع انخفاض ارتفاع القسم الخلفي للسيارة.

التصميم الداخلي

بينما يعكس التصميم الخارجي لسيارة ’فيراري إس إف 90 سترادالي‘ مزيجاً سلساً من الشكل المذهل والأنيق والتكنولوجيا المتطورة والأداء الفائق، حيث تمتاز المقصورة الداخلية بتصميمها الفريد من نوعه. وكان الهدف الأساسي يتمثل بتصميم مقصورة داخلية ذات تصميم جديد كلياً، والذي يمكن استخدامه في جميع نماذج ’فيراري‘ المستقبلية.

واتبع المصممون منهجية مستقبلية في تصميم واجهة التحكم الخاصة بالسائق، مع تركيز كبير على تصميم مقصورة مستوحاة من قمرات القيادة في الطائرات مع التركيز بشكل خاص على الأجهزة. وتجلى ذلك في التأكيد على العلاقة التكاملية بين السائق والسيارة.

وفي الواقع، نجحت سيارة ’فيراري إس إف 90 سترادالي‘ بإحداث نقلة نوعية من ناحيتي الشكل والمضمون، وتزويد واجهة التحكم التفاعلية بين الإنسان والآلة (HMI) بجميع التقنيات الرقمية.

وللمرة الأولى في سيارات ’فيراري‘، اشتملت مجموعة التحكم المركزية على شاشة عرض رقمية عالية الدقة بقياس 16 بوصة، والتي تندفع نحو السائق لتسهيل قراءتها والتأكيد على تصميم المقصورة الداخلية دائرية الشكل والمستوحاة من سيارات سباق الفورمولا 1. وتشكل هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها هذا النوع من الشاشات في خطوط إنتاج سيارات العلامة.

وعندما تكون المحركات في وضعية عدم التشغيل، تتخذ أدوات التحكم لوناً أسوداً يضفي طابعاً من الأناقة والتميز على المقصورة الداخلية.

وتماشياً مع تقاليد ’فيراري‘ العريقة، يتم التحكم بالشاشة الافتراضية من خلال لوحة ضخمة للعدادات والتي يحيط بها مؤشر لشحن البطارية. وتقع شاشة نظام الملاحة على أحد جانبي لوحدة العدادات، في حين تتموضع أنظمة التحكم بأجهزة الصوت في الجهة الأخرى.

وساهمت فلسفة التصميم المستندة إلى “التحكم من عجلة القيادة” في تعزيز تطور واجهة التحكم التفاعلية بين الإنسان والآلة (HMI) في جميع سيارات الفورمولا 1 من فيراري، لتنتقل هذه الفلسفة إلى سيارات العلامة المخصصة للسير على الطرقات.

وتستكمل سيارة ’فيراري إس إف 90 سترادالي‘ عملية نقل التصميم من عالم السباقات، لتستهل عصراً جديداً من خلال إتاحة مجموعة من الأوامر التي يتم توجيهها عبر اللمس والتي تتيح للسائق إمكانية التحكم الفعلي بجميع الجوانب المتعلقة بالسيارة دون أن يرفع يديه عن عجلة القيادة.

وتشتمل أجهزة التحكم التقليدية على عجلة قيادة جديدة ذات مظهر كلاسيكي ومزودة بمنظومة تحكم بالمصابيح الأمامية، والمؤشرات، وجهاز ’مانيتينو‘ الخاص بوضعيات القيادة.

وتتمثل إحدى أنظمة التحكم باللمس في اللوحة المدمجة والوظيفية على العمود الأيمن لعجلة القيادة، والتي تتيح للسائق إمكانية استخدام الشاشات في لوحة القيادة المركزية، في حين تتوضع أجهزة التحكم بالصوت والسرعة على العمود الأيسر لعجلة القيادة.

وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن المفتاح الدوار لمثبت السرعة يشكل أحد الحلول المستمدة بشكل مباشر من سيارات الفورمولا 1.

وفي القسم السفلي الأيسر من لوحة التحكم المركزية يوجد 4 أزرار، والتي تتيح للسائق إمكانية تحديد وضع استخدام وحدة الطاقة.

وتشكل شاشة العرض الأمامية مكوناً آخر لواجهة التحكم التفاعلية بين الإنسان والآلة (HMI)، والتي تتيح إمكانية عرض البيانات المختلفة على الزجاج الأمامي ضمن نطاق رؤية السائق، ما يمنع تشتت انتباهه عن القيادة.

أما من ناحية التصميم المبتكر، فقد أتاحت شاشة العرض في سيارة ’فيراري إس إف 90 سترادالي‘ الفرصة أمام المصممين في ’مركز فيراري للتصميم‘ لتفسير شاشات العرض في المقصورة كما لو أنها لوحات قماشية تعرض جميع الوظائف وأنظمة التحكم الخاصة بالسيارة.

كما تم تصميم الرسومات على شاشة العرض في السيارة لإنشاء تأثيرات ثلاثية الأبعاد مذهلة ولا سيما عند التبديل بين الوظائف المختلفة مثل تشغيل لوحة التحكم أو الانتقال من شاشة إلى أخرى.

وعلاوةً على مفهوم واجهة التحكم التفاعلية بين الإنسان والآلة (HMI)، تمت معالجة موضوع آخر في المقصورة يتمثل في واجهة التحكم التفاعلية ضمن تجويف لوحة القيادة.

وتشكل أجهزة التحكم الموجودة على “الجسر” في سيارات الفورمولا 1 على الأرجح التصميم الأكثر شهرة في سيارات ’فيراري‘ الأخيرة، وقد تمت إعادة تصميمها بالكامل ووضعها ضمن لوحة معدنية تحاكي إحدى المزايا الرائعة في السيارات القديمة والتي تتمثل في فتحة ذراع التروس الكلاسيكي.

عجلات معدنية

تم توسيع نطاق دراسة الديناميكية الهوائية لتشمل العجلات المعدنية للسيارة، والتي تم تصنيعها باستخدام تكنولوجيا إنشائية خاصة تتيح حرية أكبر فيما يتعلق بحلول الديناميكية الهوائية.

ويدمج التصميم الهندسي المحدد للعجلات عناصر شعاعية الشكل في القناة الخارجية التي توزع المساحات الفارغة بالتساوي بين العوارض، وهي مصممة لتعمل بمثابة أجنحة جانبية.

وتفضي هذه التصاميم الهندسية إلى عمل العجلات كشفرات دوارة تقوم بتوجيه تدفق الهواء بكفاءة عالية نحو أقواس العجلات، لتضمن بذلك نتيجتين مهمتين:

تعزيز عملية تفريغ الهواء الساخن من أقواس العجلات، وبالتالي سحب لهواء البارد الذي عبر موزع الهواء الأمامي، ما يسهم في توليد قوة ضاغطة إضافية في القسم الأمامي للسيارة.

تنظيم التدفق الهوائي الناتج عن حواف العجلات مع التدفق الهوائي الطولاني على جانبي السيارة، ما يقلص أثر الانحراف الناجم عن الكتل الهوائية التي تخرج من الزوايا باتجاه تحرك السيارة، وبالتالي خفض معامل السحب فيها.

نظام التحكم الإلكتروني بالدفع (eTC): يعمل هذا النظام على إدارة توزيع عزم الدوران بصورة محسنة – المولّد من محرك الاحتراق الداخلي والمحركات الكهربائية على حد سواء – وتوزيعه على العجلات الفردية بصورة تناسب ظروف القيادة ومتطلبات التجاوب مع حالة الطريق.

– نظام التحكم بالمكابح بواسطة السلك (brake-by-wire) مع نظام منع انغلاق المكابح/ نظام توزيع قوة الكبح الإلكتروني: يتيح هذا النظام إمكانية توزيع عزم الكبح بين النظام الهيدروليكي والمحركات الكهربائية (ضبط عزم الكبح)، مما يسمح باسترجاع الطاقة عند الكبح ويعزز مستوى الأداء والشعور بالمكابح بدلاً من التأثير على فعاليتها.

المحركات الكهربائية

زودت ’فيراري‘ سيارة ’إس إف 90 سترادالي‘ بثلاثة محركات كهربائية قادرة على توليد قوة إجمالية من 220 حصان (162 كيلو واط).

وتوفر بطارية الليثيوم – أيون عالية الأداء الطاقة للمحركات الثلاثة وتضمن نطاق تشغيل من 25 كم في وضع القيادة الكهربائي بالكامل (eDrive ) باستخدام المحور الأمامي فقط.
وعند إيقاف تشغيل محرك الاحتراق الداخلي، يوفر المحركان الأماميان المستقلان سرعةً قصوى تصل إلى 135 كم/ ساعة مع تسارع طولي أصغر أو يساوي 0.4g.

ويمكن استخدام الترس العكسي في وضع تشغيل المحركات الكهربائية أيضاً، مما يعني إمكانية توجيه السيارة عند السرعات المنخفضة دون استخدام المحرك ثماني الأسطوانات. ويتم توظيف المحركات الأمامية في استراتيجية التحكم بالانطلاق لتحقيق أقصى مستويات الأداء عند التسارع.

أخبار ذات صلة

2024 جميع الحقوق محفوظة لدى مجلة سبور موتور