تدرس مجموعة فولكس فاجن الألمانية خطوة استراتيجية قد تُغير ملامح إحدى أبرز شركات التصميم الصناعي في العالم، إذ أفادت تقارير حديثة أن المجموعة تبحث عن مشتري أو شريك لتشغيل شركة التصميم الإيطالية الشهيرة إيتال ديزاين. ويأتي هذا التوجّه في إطار جهود فولكس فاجن المستمرة لإعادة هيكلة عملياتها وتخفيف الأعباء المالية، خصوصًا في ظل التباطؤ الملحوظ في المبيعات العالمية واحتدام المنافسة.
عروض شراء أولية من عدة أطراف
بحسب تقرير صادر عن وكالة رويترز، أكدت أودي، إحدى العلامات الفاخرة التابعة لفولكس فاجن، ومالكة “إيتال ديزاين”، أنها دخلت في مناقشات مع النقابات العمالية بشأن البيع المحتمل. وأشار جياني مانوري، ممثل نقابة “فيوم”، إلى أن الشركة الألمانية تلقت عروض اهتمام من “أربعة إلى خمسة أطراف”، ولكنها استبعدت في الوقت نفسه تلقي أي عروض من مجموعات مالية أو شركات منافسة في قطاع السيارات، وهو ما يحد من قائمة المشترين المحتملين.
ورغم أن هوية الأطراف المهتمة لم تُفصح عنها الشركة، إلا أن التقارير تشير إلى أن بعض هذه العروض تأتي من شركات هندسية متعددة الجنسيات غير أوروبية وغير متخصصة مباشرة في صناعة السيارات.
إيتال ديزاين: إرث غني في عالم التصميم
تأسست شركة إيتال ديزاين – جيوجيارو عام 1968 على يد المصمم الشهير جيوجيتو جيوجيارو. ومنذ ذلك الحين، أصبحت علامة فارقة في تصميم السيارات، حيث ساهمت في ابتكار طرازات أسطورية مثل بي إم دبليو M1، وهيونداي بوني كوبيه، ولامبورغيني كالا. كما صممت سيارات شهيرة منها مازيراتي بورا، لوتس إسبريت، فيات باندا، وألفا روميو بريرا.
وكانت لفولكس فاجن علاقة طويلة الأمد مع “إيتال ديزاين”، تعود إلى سبعينيات القرن الماضي عندما تدرب فرديناند بييش، الرئيس التنفيذي السابق لفولكس فاجن، في الاستوديو الإيطالي. ومن أبرز طرازات فولكس فاجن التي حملت بصمات “إيتال ديزاين”: غولف، شيروكو، وباسات.
في عام 2010، استحوذت أودي على حصة 90.1% من الشركة، بما في ذلك حقوق استخدام اسمها التجاري، لتصبح “إيتال ديزاين” جزءًا من إمبراطورية فولكس فاجن. واليوم، تتخذ الشركة من تورينو مقرًا لها، ويعمل بها نحو 1150 موظفًا.
إعادة الهيكلة… وأمل في استعادة التوازن المالي
يُنظر إلى خطوة بيع “إيتال ديزاين” كجزء من استراتيجية فولكس فاجن الهادفة إلى خفض التكاليف وتعزيز الكفاءة التشغيلية. في هذا السياق، أعلنت أودي بالفعل عن إغلاق بعض المصانع وتسريحات وظيفية، في حين تُخفض فولكس فاجن طاقتها الإنتاجية في ألمانيا بنحو 750 ألف سيارة سنويًا، وتنقل الإنتاج إلى مواقع أقل تكلفة.
ووفقًا لمصادر نقابية، فإن عملية البيع قد تستغرق عدة أشهر، في ظل دراسة أودي وفولكس فاجن لأفضل العروض لضمان استمرار نجاح “إيتال ديزاين” دون المساس بجودتها أو إرثها العريق.
إمكانيات تتجاوز صناعة السيارات
رغم شهرتها الكبيرة في عالم تصميم السيارات، تنشط “إيتال ديزاين” في مجالات متعددة تتضمن الأجهزة المنزلية، الأثاث، المعدات الطبية، والآلات الصناعية، ما يفتح الباب أمام شركات من خارج قطاع السيارات للاستثمار فيها أو الشراكة معها.
هل تفقد فولكس فاجن جوهرتها التصميمية؟
في ظل سعيها لخفض التكاليف وتحقيق التوازن المالي، قد تضطر فولكس فاجن للتخلي عن إحدى جواهرها التصميمية الأيقونية. لكن في المقابل، قد تمثل هذه الخطوة فرصة جديدة لشركة “إيتال ديزاين” لتوسيع نطاق أعمالها تحت قيادة جديدة، وربما رؤية مبتكرة تُعيد لها البريق العالمي.