إطلاق تجريبي

في تصريح غير معتاد من رئيس تنفيذي لشركة عملاقة، كشف جيرنوت دولنر، الرئيس التنفيذي لشركة أودي، عن حقيقة الوضع الداخلي الصعب الذي تعيشه الشركة حاليًا، واصفًا إياه بـ”الكارثي”. تصريحات دولنر جاءت خلال مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية، وأعلن خلالها عن انطلاقة جديدة للشركة تهدف إلى استعادة بريقها، تبدأ من سيارة واحدة توصف داخليًا باسم: “لحظة أودي TT 2.0”.

لحظة تغيير حاسمة

وصف دولنر السيارة الجديدة بأنها أكثر من مجرد طراز جديد، بل “نقطة تحول وهوية جديدة لأودي”، على غرار الأثر العميق الذي تركته أول سيارة TT على العلامة التجارية في تسعينيات القرن الماضي. وأكد أن السيارة سيتم الكشف عنها قبل معرض IAA ميونيخ في سبتمبر، وستُطرح رسميًا خلال العامين القادمين.

السيارة الجديدة ستكون كهربائية بالكامل، وتقع من حيث الأداء والهوية بين طرازي TT وR8، دون أن تكون نسخة من أي منهما. ووصفها بأنها “سيارة رياضية مؤثرة للغاية”، تهدف لإعادة إشعال الحماس تجاه العلامة.

إعادة هيكلة جذرية داخل الشركة

ضمن خطة الإنقاذ، شرعت أودي في إلغاء مستوى إداري كامل، وتخفيض عدد اللجان من 130 إلى 35 لجنة فقط. كما ستقوم الشركة بإلغاء نحو 7500 وظيفة بحلول عام 2029، إلى جانب مراجعة شاملة لسلاسل التوريد وهياكل الإنتاج والبرمجيات.

وقال دولنر:

“لا يمكننا تطوير سيارات المستقبل باستخدام هياكل الأمس. يجب أن تصبح أودي شركة مختلفة”.

نظرة مستقبلية واقعية

خلافًا للاندفاع الكهربائي الذي تنتهجه بعض الشركات، أعلنت أودي أنها لن تُنهي محركات الاحتراق الداخلي قبل عام 2035، لتُتيح انتقالًا تدريجيًا يلائم الأسواق العالمية المختلفة. وأوضح دولنر أن “المرحلة الانتقالية يجب أن تُدار بذكاء”.

كما أعاد النظر في الأهداف الإنتاجية الطموحة التي تبنتها الشركة سابقًا، مؤكدًا أن الهدف الجديد هو بيع مليوني سيارة سنويًا بدلًا من ثلاثة ملايين، والتركيز على “جودة الأرباح، لا الكمية”.

تحديات الصين والولايات المتحدة… وطموح الفورمولا 1

تسعى أودي إلى استعادة مكانتها في السوق الصينية من خلال اللحاق بسرعة الابتكار المحلية، لكن دولنر يصف ذلك بالتحدي الكبير. أما في السوق الأمريكية، فإن الوضع الجمركي الضبابي يمنع الشركة حاليًا من اتخاذ خطوات فعلية للتوسع هناك.

رغم كل التحديات، رياضة السيارات تظل في قلب خطة أودي. أكد دولنر أن الشركة متمسكة بوجودها في عالم السباقات، مع طموح للمنافسة على لقب الفورمولا 1 بحلول عام 2030.

ما بين الاعتراف الصريح بالأزمة، والرغبة في التغيير الجذري، تُراهن أودي على “لحظة TT جديدة” لتعيد تعريف نفسها في سوق متغير. التحدي ضخم، لكن رؤية دولنر الجريئة قد تكون بالضبط ما تحتاجه أودي لتعود إلى مركز المنافسة من جديد.

شاركها.

التعليقات مغلقة.

تواصل معنا

يسعدنا تواصكم معنا من خلال البيانات التالية

© 2025منصة سبورت موتور.