في تصريح مثير للجدل، شكك كارلوس تافاريس، الرئيس التنفيذي السابق لشركة ستيلانتيس، في مستقبل شركة تيسلا، معتبرًا أنها قد لا تصمد خلال العقد القادم، في ظل ما وصفه بـ”القرارات غير المستقرة” من رئيسها التنفيذي إيلون ماسك، وتفوق الشركات الصينية في سباق السيارات الكهربائية.
من خلافات ستيلانتيس إلى انتقاد تيسلا
بعد استقالته المفاجئة في أواخر 2024 إثر خلافات حادة مع مجلس إدارة ستيلانتيس، عاد تافاريس للظهور مجددًا عبر تصريحات حادة لصحيفة ليزيكو الفرنسية. وقال فيها إن BYD الصينية تتفوق حاليًا على تيسلا من حيث الكفاءة والتقنيات، مشيرًا إلى أن ماسك “لم يعد يخصص الوقت الكافي لتوجيه الشركة”. وأضاف أن القيمة السوقية لتيسلا “مبالغ فيها للغاية”، وأنه “غير متأكد من بقائها خلال السنوات العشر المقبلة
انتقادات متزايدة وسوق متغير
لم يكن تافاريس وحده من أشار إلى تفوق الشركات الصينية. فقد صرّح جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لفورد، بأن الصين تتقدم بخطوات واسعة في تكنولوجيا المركبات الكهربائية، الأمر الذي دفع فورد لاستثمار مليارات الدولارات في منصة المركبات الكهربائية العالمية الجديدة (UEV).
في المقابل، تعاني تيسلا من تراجع في المبيعات، وتأخر في تسليم منتجاتها الجديدة مثل سايبرترك، إلى جانب ركود في تحديثات موديل 3 وموديل Y، ما أدى إلى إحباط بين عشاق العلامة.
الجدل حول حزمة ماسك التريليونية
تأتي هذه الانتقادات في ظل أزمة داخلية لدى تيسلا، بعد كشف تقرير رويترز عن رسالة من رئيسة مجلس إدارة تيسلا، روبين دينهولم، تُحذر فيها الأعضاء من احتمال مغادرة ماسك للشركة إذا لم يُمنح حزمة رواتب خرافية بقيمة تريليون دولار.
ورغم أن هذه الحزمة تعتمد على تحقيق أهداف طموحة، إلا أن مجرد طرحها في ظل انخفاض المبيعات أثار موجة انتقادات واسعة، إذ يصعب تبرير مكافأة بهذا الحجم لرئيس تنفيذي يغيب فترات طويلة عن إدارة شركته بسبب انشغالاته في مشاريع أخرى مثل سبيس إكس والذكاء الاصطناعي.
هل تقترب نهاية تيسلا؟
يبقى السؤال مفتوحًا: هل يمكن لتيسلا الصمود خلال السنوات العشر المقبلة وسط المنافسة الصينية، والأزمات الإدارية، والجدل المتصاعد حول قيادتها؟
بينما يرى تافاريس أن النهاية قريبة، يعتقد آخرون أن تيسلا ما زالت تملك أوراق القوة بفضل تقنياتها المتقدمة وشبكة الشحن العملاقة التي يصعب مجاراتها.
ومهما كان الجواب، فإن العالم يشهد تحوّلًا كبيرًا في صناعة السيارات، وتبدو تيسلا اليوم أمام مفترق طرق حاسم يحدد مستقبلها خلال العقد القادم.