رغم دخولها عصر السيارات الكهربائية، ترفض بورشه الانضمام إلى موجة الاعتماد الكامل على الشاشات اللمسية، مؤكدة أنها لن تُقدم تصاميم داخلية “يكرهها الجميع”. فقد كشفت الشركة عن تصميم مقصورة كايين الكهربائية المرتقبة، والتي تُظهر بوضوح تمسك بورشه بعناصر التحكم المادية، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على التجربة المميزة التي يحبها السائقون.
قرار مدروس من بورشه
في حديثه لمجلة The Drive، أوضح ديرك أسفالج، مدير إلكترونيات كايين، أن هذا القرار جاء استجابةً مباشرةً لآراء العملاء الذين فضّلوا الأزرار والمقابض على اللمس الكامل. وأضاف:
“لدينا أزرار مادية للأشياء التي نريد الوصول إليها بسرعة أو نحتاج لشعور ملموس بها أثناء القيادة.
تصميم متوازن بين الحداثة والعملية
تأتي المقصورة بلوحة عدادات OLED منحنية مقاس 14.3 بوصة بثلاثة أقراص رقمية، يتوسطها عداد طاقة بدل عداد دورات المحرك التقليدي. أما الشاشة الوسطية 14.25 بوصة فهي لمسية بالكامل، لكنها محاطة بأزرار تحكم فعلية للمروحة والحرارة ومقبض دائري للتحكم بالصوت.
حتى عجلة القيادة ما زالت تحتفظ بأزرارها وأسطواناتها للتحكم في النظام الصوتي والملاحة، إلى جانب ما تُسميه بورشه بـ “أزرار الجوكر” القابلة للبرمجة لتخصيص الوظائف حسب رغبة السائق.
توجه معاكس للسوق
بينما تتجه شركات مثل مرسيدس وبي إم دبليو نحو دمج كل الوظائف في شاشات ضخمة، ترى بورشه أن التفاعل الحسي هو جوهر تجربة القيادة. بل إنها أبقت على زر التشغيل الفعلي بجانب عجلة القيادة، رافضة تحويل كل شيء إلى لمسات رقمية.
هذا النهج يعيد بورشه إلى جذورها التي توازن بين التراث الميكانيكي والدقة التكنولوجية، في وقت بدأت فيه شركات كـ هيونداي وفولكس فاجن تعيد الأزرار المادية استجابةً لشكاوى العملاء من تعقيد الأنظمة اللمسية.
وبينما يزداد سباق الشاشات حجمًا وسط الشركات المنافسة، تُثبت بورشه أن البساطة الذكية والتفاعل الواقعي ما زالا من أساسيات الفخامة الحقيقية.