إطلاق تجريبي

تخطو شركة تسلا خطوة رائدة نحو تعزيز سلامة الأطفال من خلال تطوير نظام متقدم يهدف إلى منع ترك الأطفال داخل السيارات، وهي مشكلة طالما شكلت خطرًا كبيرًا في الولايات المتحدة. ففي تحديث جديد، أضافت تسلا ميزة تعتمد على مستشعرات الموجات فوق الصوتية القادرة على رصد نبضات القلب، لتكتشف وجود الأطفال داخل السيارة بدقة عالية، حتى في حالة عدم تحركهم.

التكنولوجيا وراء النظام الجديد

بعكس الأنظمة التقليدية التي تعتمد على أجهزة استشعار المقاعد أو أحزمة الأمان، تستخدم تسلا تقنية قادرة على قياس الإشارات الحيوية مثل نبض القلب والتنفس. وهذا يعني أن النظام لا يحتاج لاكتشاف الحركة فقط، بل يمكنه التعرّف على وجود طفل نائم أو حتى حيوان أليف داخل المقصورة.

التقنية الجديدة ستُطلق ضمن تحديثات برامجية تدريجية، وتعمل الشركة حاليًا على توفيرها في سيارات Tesla Model 3 موديل 2023 وما بعدها، على أن تُضاف لاحقًا لطرازات ومناطق أخرى حول العالم.

النظام لا يكتفي بتنبيه السائق فقط

ميزة تسلا الجديدة لا تقتصر على إصدار تنبيه داخل السيارة فحسب، بل تمتد إلى إرسال إشعار فوري إلى تطبيق تسلا على هاتف المالك، مما يعزز فرصة التدخل السريع. وهو أمر مهم خصوصًا في حالات النسيان أو عند ركن السيارة في أماكن حارة أو مغلقة.

هل سبقت تسلا غيرها؟

رغم أن هذه الخطوة تمثل إنجازًا كبيرًا لتسلا، إلا أنها ليست أول شركة تعمل على حل مشكلة ترك الأطفال في السيارات. فقد بدأت شركات مثل هيونداي وكيا وجنرال موتورز بتطبيق أنظمة تنبيه المقاعد الخلفية منذ عام 2020، مدفوعة بتوصيات الإدارة الوطنية الأمريكية لسلامة المرور NHTSA التي تشير إلى وفاة نحو 37 طفلًا سنويًا في أمريكا بسبب “ضربة الشمس” داخل السيارات.

تتجه هيونداي، على سبيل المثال، إلى استخدام تقنيات الرادار بدلًا من الموجات فوق الصوتية، حيث يمكن للرادار كشف حتى أدق الحركات مثل ارتفاع وانخفاض الصدر بسبب التنفس، وتُستخدم هذه التكنولوجيا الآن في بعض طرازات 2025، إلى جانب تنبيهات عبر تطبيقات الهاتف.

تسلا تُعيد تعريف الأمان

ما يُميز تسلا أنها لا تحصر هذه التقنية على السيارات الجديدة فحسب، بل تُطلقها عبر تحديثات برمجية مجانية لمجموعة من طرازاتها القديمة. وهي ميزة تضع تسلا في موقع الريادة من حيث المرونة والتحديث المستمر لأنظمة السلامة، دون الحاجة لتبديل السيارة.

المستقبل واعد… لكن هناك تحديات

ورغم هذا التقدم، لا يزال تطبيق الأنظمة بشكل إلزامي في أمريكا متعثرًا، إذ تأجل قانون التنبيه الإلزامي للمقاعد الخلفية عدة مرات، في انتظار أن يدخل حيّز التنفيذ الفعلي. وتبقى جهود الشركات مثل تسلا وهيونداي مثالًا يُحتذى به في دفع عجلة الابتكار نحو سلامة المستخدمين.

شاركها.

التعليقات مغلقة.

تواصل معنا

يسعدنا تواصكم معنا من خلال البيانات التالية

© 2025منصة سبورت موتور.