تُعرف تويوتا بتركيزها الكبير على تطوير تقنيات الهيدروجين، سواء عبر خلايا الوقود أو محركات الاحتراق الهيدروجيني. لكن يبدو أن شغفها تجاوز مجرد تحسين الأداء، ليصل إلى ابتكار حلول لمشاكل قد لا تكون موجودة بعد.
مشكلة التزود بالهيدروجين
ملء خزانات الهيدروجين ليس بالأمر البسيط، إذ يتطلب نقل غاز عالي الضغط من خزان إلى آخر، مما يزيد من احتمالية التسريب أو تجمّد فوهة التعبئة بسبب البرودة. لذلك، تدرس تويوتا فكرة الخزانات القابلة للتبديل، حيث يمكن فصلها وإعادة تعبئتها في المحطات. لكن هذه الفكرة تُدخل تحديًا جديدًا: دخول الهواء العادي للنظام.
وجود الأكسجين داخل النظام قد يُلحق أضرارًا جسيمة بخلايا الوقود عبر تدمير المحفز، أو يؤدي لاحتراق ضعيف في محركات الاحتراق.
براءة اختراع جديدة
بحسب وثيقة رصدها موقع CarBuzz في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، سجّلت تويوتا براءة اختراع باسم “آلية تقليل الأكسجين”.
هذه التقنية تعمل عبر:
قياس الضغط داخل الخزان والأنابيب.
اكتشاف أي تسرب هواء.
قطع تدفق الهيدروجين لحماية الخلية.
تفريغ الهواء مع جزء من الهيدروجين عبر أنبوب جانبي نحو الغلاف الجوي.
ورغم أن تفريغ الهيدروجين في الهواء يبدو خطيرًا، إلا أنه لا يُعتبر غازًا دفيئًا، ما يعني أنه لا يُؤثر على المناخ. التحدي الحقيقي يكمن في خطورة الاشتعال إذا لم تتم إدارة العملية بحذر.
الهيدروجين والبنية التحتية
حتى الآن، يبقى ملء الهيدروجين بنفس سرعة التزود بالبنزين تقريبًا، ما يجعل فكرة استبدال الخزانات القابلة للتغيير أقرب إلى “حل يبحث عن مشكلة”.
لكن هذه الخطوات تكشف عن إصرار تويوتا على الاستثمار ليس فقط في تطوير المركبات، بل أيضًا في البنية التحتية للهيدروجين، التي تُعد من أبرز العقبات أمام اعتماده عالميًا كمصدر وقود رئيسي للمركبات.