لم تكن سيارة تويوتا bZ4X يومًا من بين أسرع السيارات الكهربائية في الشحن، فقد اقتصرت طرازات الدفع الأمامي منها على سرعة شحن قصوى تبلغ 150 كيلوواط فقط، في حين اقتصر الدفع الرباعي على 100 كيلوواط نظرًا لاختلاف البطارية. ومع إطلاق الجيل الجديد لعام 2026 من bZ، بدأت تويوتا تُحسّن الأمور، حيث أصبحت جميع الفئات الآن تدعم سرعة شحن تصل إلى 150 كيلوواط. ومع ذلك، تبقى هذه الأرقام متواضعة بالمقارنة مع ما وصلت إليه المنافسة.
تحسينات تدريجية… ولكنها مدروسة
في فعالية “HQ Confidential” الأخيرة في بلانو، أوضح مسؤولو تويوتا أن فلسفة الشركة لا تتمحور حول اللحاق السريع بالتقنيات الرائجة، بل حول تبنيها بشكل محسوب يضمن الموثوقية والكفاءة على المدى الطويل. ورغم أن بعض العملاء يتوقون لسرعات شحن عالية، فإن تويوتا ترى أن الاعتدال في هذا الجانب يخدم المستخدم بشكل أفضل بمرور الزمن.
وفقًا للمسؤول التنفيذي “إريكسن”، فإن ردود الفعل على bZ4X كانت واضحة: أداء جيد، تجربة قيادة مريحة، لكن المدى محدود، وسرعة الشحن ليست كافية. بناءً على ذلك، أجرت تويوتا عدة تحسينات على الجيل الجديد من bZ، شملت زيادة مدى القيادة بنسبة 25%، وتحسين وقت الشحن بنسبة 50%، فضلًا عن إضافة شاشة ترفيهية أكبر مقاس 14 بوصة، وشاحن لاسلكي مزدوج.
بطارية أكبر… ومدى أطول
تحتوي bZ الجديدة على بطارية بسعة 74.7 كيلوواط/ساعة، وهي أكبر بقليل من بطاريات الجيل السابق (71.4 و72.8 كيلوواط/ساعة). وعلى الرغم من هذه الزيادة الطفيفة، فإن النتائج كانت لافتة؛ حيث ارتفع مدى الدفع الأمامي من 252 إلى 314 ميلاً، بزيادة نحو 24.6%، بينما ارتفع مدى الدفع الرباعي من 228 إلى 288 ميلاً، بزيادة نحو 26.3%.
كما حسّنت تويوتا نظام إدارة البطارية وأضافت مزايا التبريد والتسخين المسبق لها، ما جعل منحنى الشحن أكثر استقرارًا وفاعلية، حتى لو بقيت القيمة الرسمية لشحن 10% إلى 80% عند 30 دقيقة. ويُتوقع أن تكون التجربة الفعلية أقرب إلى هذا الرقم مقارنة بالجيل السابق الذي كان يستغرق نحو 40 دقيقة.
نهج تويوتا: التحمل أولاً
لا تخجل تويوتا من بطء تبنيها لبعض التقنيات، فهي ترى أن موثوقية الأداء وثبات المدى على مدى سنوات استخدام السيارة أهم من الأرقام اللافتة على الورق. يقول إريكسن: “إذا قلنا إن مدى السيارة 314 ميلاً، فمهندسونا يعملون على التأكد من أن هذا الرقم يبقى ثابتًا عامًا بعد عام”.
في المقابل، قد تقدم شركات منافسة مدى أطول، لكن تويوتا تؤمن بأن بطاريتها ستحتفظ بكفاءتها لفترة أطول دون الحاجة لإعادة تدوير شحنها بطرق قد تؤثر على عمرها.
المستقبل: بطاريات تُشحن في دقائق
رغم النهج المحافظ، لا يعني ذلك أن تويوتا توقفت عن الابتكار. بل كشفت عن خطط لتطوير بطاريات يمكنها قطع 160 كيلومترًا بشحن مدته 5 دقائق، وهو هدف طموح قد يُغير قواعد اللعبة في المستقبل.
يقول إريكسن: “ربما لا نصل إلى هذا الهدف بنفس الطريقة التي تسلكها شركات أخرى، لكننا نعمل بثقة واستراتيجية”. وبذلك، تبقى تويوتا متمسكة بفلسفتها التي تُراهن على الجودة طويلة الأمد على حساب الإبهار اللحظي.