تستعد بورشه لمرحلة جديدة مليئة بالتحديات، بعد إعلانها عن تعيين مايكل ليترز — الرئيس التنفيذي السابق لشركة ماكلارين — رئيسًا تنفيذيًا جديدًا لها اعتبارًا من 1 يناير 2026، خلفًا للدكتور أوليفر بلوم الذي قاد الشركة منذ عام 2022.
هذا التغيير يأتي في وقت حساس، إذ تُعيد بورشه التفكير في رهانها الكبير على السيارات الكهربائية، وتدرس إعادة تقديم محركات الاحتراق في بعض الطرازات بعد أن لاحظت تراجع اهتمام العملاء بالسيارات الكهربائية البحتة.
من هو مايكل ليترز؟
يتمتع ليترز بخبرة واسعة تمتد لأكثر من عقدين في عالم السيارات الرياضية الفاخرة.
بدأ مسيرته في بورشه بين 2000 و2013 كمدير لخطوط الإنتاج.
شغل منصب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في فيراري من 2014 إلى 2019.
تولى لاحقًا قيادة ماكلارين أوتوموتيف من 2022 إلى 2025، حيث قاد خطة لتوسيع الشركة عبر سيارة SUV كهربائية فاخرة، إلى جانب بحثه عن شراكات تكنولوجية مع علامات أخرى.
رحيله عن ماكلارين جاء بعد استحواذ صندوق CYVN Holdings الإماراتي على الشركة، ما مهّد الطريق لعودته إلى بورشه من بابها الأوسع.
خلف الكواليس: أسباب التغيير في بورشه
تشير تقارير “بلومبرغ” إلى أن أداء سهم بورشه تراجع بأكثر من 31% خلال العام الماضي، وهو ما زاد من مخاوف المستثمرين حول إدارة الشركة، خاصةً بعد تولي بلوم رئاسة كلٍ من بورشه ومجموعة فولكس فاجن في وقت واحد.
استبداله بمايكل ليترز يُنظر إليه كخطوة لإعادة التركيز على هوية بورشه المستقلة وتطوير منتجاتها المستقبلية بثقة أكبر.
مستقبل بورشه بين الكهرباء والاحتراق
بعد سنوات من التركيز على السيارات الكهربائية، يبدو أن بورشه بدأت مراجعة استراتيجيتها. الشركة تعمل على تطوير نسخ بمحركات احتراق داخلي من طرازات كهربائية قائمة مثل تايكان، لتلبية رغبة العملاء الذين لا يزالون يفضلون الأداء الكلاسيكي للمحركات التقليدية.
ومن جانب آخر، يُتوقع أن تبيع بورشه حصتها في مشروع بوغاتي-ريماك مقابل نحو 495 مليون دولار، في خطوة تهدف إلى تمويل تطوير جيل جديد من سيارات الاحتراق الداخلي.
تغيير القيادة في بورشه ليس مجرد خطوة إدارية، بل تحول استراتيجي في واحدة من أهم العلامات الفاخرة في العالم. ومع عودة مايكل ليترز بخبرته العميقة في الأداء الفائق والتقنيات الحديثة، يبدو أن بورشه تستعد لإعادة التوازن بين الفخامة، الأداء، والهوية الميكانيكية الأصيلة التي جعلت منها أسطورة لعشاق السيارات.