إطلاق تجريبي

في وقتٍ تتزايد فيه التكهنات حول اندماج جديد بين عمالقة صناعة السيارات في أوروبا، خرجت ستيلانتيس لتُنهي الجدل مجددًا: لا اندماج مع رينو في الوقت الراهن.

صرّح جون إلكان، رئيس مجلس إدارة ستيلانتيس، خلال مشاركته في قمة مستقبل السيارات التي نظمتها صحيفة فاينانشال تايمز في لندن، بأن شركته “لا تناقش أي اندماج” مع رينو، نافيًا بشكل مباشر الشائعات المتصاعدة منذ مطلع 2024.

وجاء هذا التصريح بينما كان إلكان يشارك المنصة نفسها مع لوكا دي ميو، الرئيس التنفيذي لشركة رينو، في موقف جمع بين الدبلوماسية وتأكيد الانفصال الاستراتيجي بين الشركتين.

كيف بدأت شائعات الاندماج؟

تعود جذور هذه الشائعات إلى تقارير إعلامية إيطالية ظهرت مطلع عام 2024، ادعت أن اندماجًا محتملاً بين رينو وستيلانتيس يُمكن أن يخلق “تحالفًا عملاقًا” لمواجهة تحديات السوق الأوروبية، وخاصة أمام المنافسة المتصاعدة من تويوتا، وهيونداي/كيا، والمصنعين الصينيين.

وتعززت هذه المزاعم بعد إعادة هيكلة تحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي، والذي كان قائمًا منذ عام 1999. وعلى الرغم من استمرار التعاون في بعض المشاريع، مثل سيارة نيسان الكهربائية الصغيرة المبنية على رينو توينجو 2026، إلا أن التعديل في الاتفاقيات كشف عن فجوة استراتيجية بين العلامات التجارية، وأثار تساؤلات عن تحالفات جديدة.

لماذا يُعد اندماج رينو وستيلانتيس خيارًا منطقيًا للبعض؟

من الناحية النظرية، يُمكن لاندماج مثل هذا أن يعزز الحضور الأوروبي للتحالف، خصوصًا في ظل الضغوط التنظيمية من الاتحاد الأوروبي بخصوص خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وزيادة نسبة السيارات الكهربائية. هذه السياسات، التي وصفها إلكان ودي ميو بأنها “غير واقعية ومكلفة”، تُجبر الشركات على استثمارات ضخمة في ظل طلب سوقي غير مضمون.

وعلى الرغم من أن رينو سجلت نموًا بنسبة 3.5% في أرباحها التشغيلية لعام 2023، واجهت ستيلانتيس تراجعًا في مبيعاتها بنسبة 15% في 2024، باستثناء أداء لافت لعلامة فيات التي سجلت ارتفاعًا كبيرًا بنسبة 154%.

ماذا يعني هذا لستيلانتيس؟

بعد سنوات من التأكيد على استقرار جميع علاماتها التجارية الـ 14 حتى عام 2030، قد تُعيد ستيلانتيس النظر في هذه الاستراتيجية. حيث أشار محللون إلى احتمال إغلاق بعض العلامات غير المربحة، مثل كرايسلر، أو حتى دمج بعض الكيانات لتقليل النفقات وتعزيز الكفاءة التشغيلية.

في هذا السياق، قد تُصبح رينو – باعتبارها علامة أوروبية عريقة ومتخصصة في السيارات الحضرية – خيارًا محتملاً لإعادة التوازن إلى محفظة ستيلانتيس، خاصة إذا أثبتت سيارات مثل رينو 5 الكهربائية نجاحها في الأسواق ذات النمو المرتفع.

الدور الفرنسي في خلفية المشهد

من الجدير بالذكر أن الحكومة الفرنسية تمتلك 15% من رينو، كما تمتلك حصة قدرها 6.1% في ستيلانتيس، مما يمنحها تأثيرًا سياسيًا واستثماريًا لا يُستهان به في أي تحالف مستقبلي محتمل. ومع ذلك، فإن المعطيات الحالية تُظهر أن الوقت لم يحن بعد لأي تقارب رسمي بين الشركتين.

رغم جاذبية فكرة اندماج رينو وستيلانتيس على الورق، إلا أن التصريحات الرسمية من الطرفين تؤكد أن الاندماج ليس مطروحًا حاليًا. وفي ظل الأوضاع السوقية والتنظيمية المعقدة في أوروبا، سيظل التحالفات المرنة والتعاون المشترك بين الشركات هو الخيار الأكثر واقعية على المدى القريب.

شاركها.

التعليقات مغلقة.

تواصل معنا

يسعدنا تواصكم معنا من خلال البيانات التالية

© 2025منصة سبورت موتور.