إطلاق تجريبي

تتجه شركات صناعة السيارات اليابانية إلى خطوة غير معتادة، حيث تدرس إمكانية استيراد بعض الطرازات التي تُنتجها مصانعها في الولايات المتحدة لبيعها في اليابان. ووفقًا لبيانات الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA)، تُصنّع الشركات اليابانية نحو 56 طرازًا مختلفًا في أمريكا، بينما يتم استيراد البقية من اليابان أو مصانع أخرى حول العالم.

هذه الخطوة تأتي في إطار ما يُعرف ببرنامج “الاستيراد العكسي”، والذي يُمكن أن يساهم في التخفيف من تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، وفي الوقت نفسه يتيح للعملاء اليابانيين خيارات أوسع من سياراتهم المفضلة.

تويوتا أول المبادرين.. ورابطة المصنعين تتحفظ

أبدت تويوتا استعدادها لتجربة البرنامج، حيث قال رئيس مجلس إدارتها، أكيو تويودا، في يوليو الماضي إن هناك العديد من الطرازات الأمريكية من إنتاج الشركة لا تُباع في السوق اليابانية رغم إمكانية نجاحها هناك.

في المقابل، دعا ماسانوري كاتاياما، رئيس رابطة مصنعي السيارات اليابانية ورئيس مجلس إدارة إيسوزو موتورز، إلى الحذر، معتبرًا أنه ليس من الخطأ تلبية رغبة العملاء، لكنه شدد على ضرورة تقييم السوق بدقة.

“صنع في الولايات المتحدة” قد يُغري المستهلك الياباني

أشار يوشياكي كاوانو، المحلل في شركة S&P Global Mobility، إلى أن المستهلكين اليابانيين قد يتوقعون أسعارًا أعلى لهذه السيارات بسبب تكاليف الإنتاج وأسعار الصرف. ومع ذلك، يرى أن شعار “صنع في الولايات المتحدة” قد يعزز جاذبية هذه الطرازات، خاصةً مع وجود طلب متزايد على السيارات الكبيرة في اليابان.

من بين الطرازات المرشحة للاستيراد:

تويوتا تندرا

هوندا ريدجلاين

نيسان فرونتير

تويوتا سيينا (الميني فان الشهيرة في أمريكا)

هوندا أوديسي وتويوتا كامري (رغم توقفهما محليًا لا تزال لهما شعبية في اليابان)

نيسان مورانو، التي غادرت السوق اليابانية عام 2015.

الاستيراد العكسي يتزايد

ظاهرة الاستيراد العكسي ليست جديدة، لكنها تشهد نموًا متسارعًا. فقد سجلت اليابان 60,328 وحدة مستوردة بين يناير ويوليو 2025، في طريقها لتجاوز الرقم القياسي البالغ 107,092 وحدة عام 1995.

ومن بين أمثلة الطرازات اليابانية المنتَجة في الخارج والمستوردة لليابان حاليًا:

ميتسوبيشي تريتون (صُنع في تايلاند)

سوزوكي فرونكس وجيمني نوماد ذات الخمسة أبواب (كلاهما من الهند)

سيارات هوندا SUV من مصانعها الهندية.

تاريخيًا، نجحت هذه الاستراتيجية في الماضي، مثل تجربة هوندا أكورد واجن المستوردة من الولايات المتحدة في التسعينيات، حيث باعت الشركة أكثر من 40,000 وحدة عام 1995 وحده.

تُعد خطوة استيراد السيارات اليابانية المصنوعة في أمريكا عودة لسياسة قديمة قد تُعيد بعض الطرازات المحبوبة إلى اليابان، لكنها أيضًا اختبار جديد لتقبّل السوق الياباني لفكرة “السيارة اليابانية – أمريكية الصنع”.

شاركها.

التعليقات مغلقة.

تواصل معنا

يسعدنا تواصكم معنا من خلال البيانات التالية

© 2025منصة سبورت موتور.