يرى البروفيسور غوردون موراي، أحد أعظم عقول تصميم السيارات في التاريخ ومبتكر ماكلارين F1 ومؤسس Gordon Murray Automotive، أن السيارات الحديثة تسير في الاتجاه الخاطئ. فبرأيه، أصبحت “كبيرة جدًا، ثقيلة جدًا، ومصممة لإرضاء التسويق أكثر من الإنسان”.
في حديثه مع CarBuzz، لم يركّز موراي على الأرقام أو التسارع كما قد يتوقع البعض، بل على التصميم الذكي والعملية، وهي عناصر يعتقد أنها غابت عن معظم سيارات اليوم، بما فيها السيارات الرياضية الخارقة.
السيارات الرياضية الحديثة لا تُمثله
يؤكد موراي أن أغلب السيارات الرياضية الحالية لا تلتزم بمبادئه الأساسية السبعة، والتي تشمل:
متعة القيادة
خفة الوزن
الهندسة الذكية
الجمال الحقيقي
التفرد
الفخامة الهادفة
تجربة المستخدم
ولهذا السبب، فإن مجموعته الشخصية تضم سيارات قديمة أكثر من كونها حديثة، لأنها – من وجهة نظره – تحقق هذه المعايير بشكل أفضل.
سيارته اليومية؟ عكس المتوقع تمامًا
بعيدًا عن السوبركارز، يفضّل موراي سيارات عادية لكن بتصميم عبقري. من أبرزها:
رينو إسباس الأصلية (1984): صغيرة الحجم، ثلاث صفوف، خفيفة الوزن، واستغلال مذهل للمساحة.
رينو كانجو: امتلك منها عدة نسخ في دول مختلفة بسبب عمليتها العالية.
مرسيدس A-Class الجيل الأول: بطول 3.7 متر فقط ومساحة داخلية تقارب سيارات أكبر بكثير.
بالنسبة له، هذا النوع من الابتكار أهم من إضافة مئات الأحصنة.
المشكلة الحقيقية: الحجم بلا فائدة
ينتقد موراي توجه الشركات نحو سيارات أكبر بداخل أقل، مع أسقف منحدرة وتصاميم “كوبيه” تقلل من مساحة الركاب وصندوق الأمتعة. ويصف ذلك بأنه تصميم يخدم الشكل لا الاستخدام.
“التصميم الداخلي هو قلب السيارة… وما نراه اليوم مجرد مظهر بلا فائدة حقيقية.”
الدرس من فلسفة موراي
سيارات مثل GMA T.50 أو McLaren F1 تُثبت أن الاستغلال الذكي للمساحة يمكن أن يجمع بين:
حجم مدمج
محرك وسطي V12
ثلاثة ركاب
ومساحات تخزين حقيقية
كل ذلك بدون تضخيم أو وزن زائد.
غوردون موراي لا يرفض التطور، لكنه يرفض أن يكون على حساب العقل والمنطق. من وجهة نظره، المستقبل الحقيقي للسيارات ليس في أن تكون أكبر وأقوى، بل أذكى وأخف وأقرب للإنسان.

