في أحدث مؤتمر هاتفي حول النتائج المالية للربع الثالث من عام 2025، أدلى جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة فورد، بتصريحات مهمة توضح توجه الشركة نحو مستقبلٍ أكثر واقعية في عالم السيارات الكهربائية. وبينما ارتفعت إيرادات الشركة إجمالًا رغم التحديات — مثل الرسوم الجمركية وحريق مصنع الألمنيوم والتكاليف العالية لتطوير التقنيات الجديدة — فإن الرسالة الأهم جاءت في نهاية المؤتمر:
“المركبات الكهربائية بأسعار معقولة ستكون السوق الحقيقي القادم.”
الحاجة إلى سيارات كهربائية في متناول الجميع
يشير فارلي إلى حقيقة واضحة لكنها أساسية: السيارات الكهربائية ما تزال باهظة الثمن بالنسبة لغالبية المستهلكين. فرغم انتشارها، فإن تكلفتها العالية تمنعها من الوصول إلى شريحة أوسع من المشترين.
🔹 اليوم، لا توجد سوى سيارتين كهربائيتين بسعر أقل من 30,000 دولار في السوق الأمريكي — نيسان ليف وشيفروليه بولت.
🔹 فورد تدرك أن الاعتماد على طرازات مرتفعة السعر لن يحقق النمو المنشود في سوق يعتمد على الإنتاج الكمي.
وقال فارلي إن السوق “بحاجة إلى سيارات كهربائية عملية وبأسعار معقولة، وليس سيارات نخبوية لا يستطيع معظم الناس امتلاكها”.
خطط فورد لتوفير سيارات كهربائية بأسعار مناسبة
تستعد الشركة لإطلاق جيل جديد من المركبات الكهربائية المعقولة التكلفة عبر منصتها العالمية الجديدة UEV، والتي صُممت خصيصًا لتقليل التكاليف دون التضحية بالجودة أو الأداء.
🔹 أول طراز سيُبنى على هذه المنصة هو شاحنة بيك أب كهربائية بسعر مستهدف يقارب 30,000 دولار.
🔹 رغم أنها ستُصنّف كشاحنة تنقل يومي، إلا أن فارلي أكد أنها ستكون ممتعة في القيادة وليست مملة أو تقليدية.
🔹 من المتوقع أن تُستخدم المنصة نفسها لاحقًا لبناء عدة طرازات كهربائية أخرى، لتوزيع التكاليف وجعل الإنتاج أكثر استدامة.
وتشير بعض التقارير إلى أن الطراز القادم قد يحمل اسمًا كلاسيكيًا من تاريخ فورد — ربما “رانشيرو” الشهير — وسيُطرح بنظام دفع خلفي وتصميم مستقبلي بسيط.
موازنة بين الكهرباء والهجين
ورغم تركيز فورد على كهربة أسطولها، إلا أن الشركة لا تُهمل السيارات الهجينة. فقد أشار فارلي إلى أن الطلب على السيارات الكهربائية لم ينمو بالسرعة المتوقعة، مما يستدعي توسيع الخيارات لتشمل سيارات هجينة توفر توازنًا بين الكفاءة والسعر.
فورد تراهن على الواقعية لا الوعود
بعد سنوات من السباق المحموم نحو السيارات الكهربائية الفاخرة، تعود فورد إلى الجذور: سيارات عملية، ممتعة، وبسعر يمكن تحمله.
هذا التوجه الجديد قد يُعيد تعريف المنافسة في سوق السيارات الكهربائية العالمي — من سيارات النخبة إلى سيارات التنقل اليومية.

