أعلنت شركة ميتسوبيشي موتورز عن خطوة استراتيجية جديدة في رحلتها نحو التحول الكهربائي، من خلال شراكة واعدة مع شركة فوكسترون لتقنيات المركبات، وهي الذراع المتخصصة في السيارات التابعة لشركة الإلكترونيات العملاقة فوكسكون، المعروفة عالميًا بتصنيع هواتف آيفون.
شراكة جديدة تتجاوز إطار التحالف التقليدي
ما يميز هذا الإعلان أن السيارة الكهربائية القادمة من ميتسوبيشي لن تُطوَّر ضمن التحالف المعروف الذي يجمعها بـ نيسان ورينو، بل ستُطوّر بالكامل بواسطة شركة جديدة نسبيًا في قطاع السيارات، هي فوكسترون. ووفقًا للخطة، ستُصمَّم السيارة وتُصنَّع في تايوان، على أن تُطرح أولًا في أسواق أستراليا ونيوزيلندا خلال النصف الثاني من عام 2026.
وقد وقّعت ميتسوبيشي مذكرة تفاهم مع فوكسترون، تمهيدًا للوصول إلى اتفاق رسمي لاحقًا، يشمل مراحل التصميم، الإنتاج، والتوزيع. ووفقًا للاتفاق، ستتولى شركة يولون موتور التايوانية مهمة تجميع السيارة، وهي الشريك الصناعي في مشروع مشترك يجمعها مع فوكسكون منذ عام 2020.
أداء كهربائي وتقنيات متقدمة
صرّحت ميتسوبيشي بأن الطراز القادم “سيتميز بأداء قيادة ممتاز كسيارة كهربائية، إلى جانب نظام معلومات وترفيه متطور”، ما يشير إلى احتمال اعتماده على منصات وتقنيات عرضتها فوكسترون سابقًا، مثل موديل B، وهو طراز كروس أوفر كهربائي مدمج بمدى يصل إلى 310 أميال حسب معيار NEDC.
كما سبق أن عرضت فوكسترون أيضًا شاحنة بيك أب كهربائية، ما يعكس طموحات الشركة في تغطية مختلف فئات المركبات.
فوكسترون: طموح لهيمنة عالمية
تأسست فوكسترون برؤية تهدف إلى أن تُزوّد 10٪ من السيارات الكهربائية عالميًا بقطع الغيار والخدمات بحلول عام 2027.
وقد قدمت الشركة عدة نماذج اختبارية، من بينها موديل C الذي دخل مرحلة الإنتاج التجاري تحت العلامة التايوانية لوكسجن Luxgen ويحمل اسم n7.
🚙 خطط أوسع لكهربة مجموعة ميتسوبيشي
بالتوازي مع هذا التعاون الجديد، تواصل ميتسوبيشي توسيع جهودها في مجال السيارات الكهربائية والهجينة. وتشمل خططها:
إطلاق نسخة مُحسّنة من أوتلاندر PHEV.
تطوير طراز جديد كليًا بنظام هجين قابل للشحن.
إدخال نسخ هجينة من سيارتي Xpander وXforce الموجهتين لأسواق جنوب شرق آسيا (الآسيان).
كما أكدت الشركة استمرار التعاون مع شركائها في التحالف – نيسان ورينو – لتطوير طرازات جديدة مخصصة للسوق الأوروبية، إضافة إلى طراز مستوحى من نيسان ليف تم الإعلان عنه في اليوم نفسه.
فوكسكون تفتح الباب أمام شراكات يابانية
بحسب تقارير إعلامية من تايوان، تتوقع فوكسكون الدخول في شراكات مع شركتين يابانيتين لصناعة السيارات، وتبدو مذكرة التفاهم مع ميتسوبيشي أولى هذه الخطوات. وتشير التوقعات إلى أن كلا الطرازين القادمين من هذه الشراكات سيكونان سيارات SUV كهربائية.
أما الشريك الثاني المحتمل فهو شركة نيسان، التي كانت قد أجرت محادثات سابقة مع فوكسكون، لكنها تعثرت بسبب مساعيها لعقد اتفاق مع هوندا، وهو ما لم يكتمل. ومع مغادرة الرئيس التنفيذي الذي كان يقود تلك الصفقة، يبدو أن باب التعاون بين نيسان وفوكسكون قد يُفتح مجددًا في المستقبل القريب.
تفتح هذه الخطوة فصلًا جديدًا في تاريخ ميتسوبيشي، التي تسعى إلى إعادة موضعة نفسها ضمن مصاف الشركات الرائدة في قطاع السيارات الكهربائية، عبر التحالف مع شركات تكنولوجية كبرى مثل فوكسكون. وبينما لا تزال الخطط قيد التطوير، فإن التوجه العام يُظهر بوضوح أن مستقبل ميتسوبيشي سيكون كهربائيًا.. وبشراكات خارج الصندوق.