في ظل تصاعد الضغوط الناتجة عن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، أعلنت شركة هوندا اليابانية عن خطط لإجراء تعديلات استراتيجية على إنتاج سيارتها الكروس أوفر المدمجة الشهيرة CR-V، بهدف تقليل الأثر المالي الناتج عن تلك الرسوم على عملياتها في أمريكا الشمالية.
جاء الإعلان على لسان الرئيس التنفيذي للشركة توشيهيرو ميبي خلال مؤتمر أرباح الشركة الأخير، حيث أشار إلى أن هوندا تسعى لإعادة توزيع الإنتاج بين مصانعها في الولايات المتحدة وكندا، مع عدم المساس بالوظائف الكندية الحالية.
إعادة توزيع للإنتاج بين الولايات المتحدة وكندا
كجزء من الخطة الجديدة، ستنقل هوندا جزءًا من إنتاج CR-V المخصص للسوق الأمريكية من مصنعها الكندي في أليستون – أونتاريو إلى مصانعها في الولايات المتحدة، وتحديدًا إلى منشآت أوهايو وإنديانا.
رغم هذا التحول، أكدت هوندا أن القرار لن يُقلّص الوظائف في كندا، إذ سيتم تعويض ذلك عن طريق إنتاج سيارات CR-V للأسواق العالمية (مثل السعودية وكوريا) في المصنع الكندي.
وقال متحدث باسم هوندا كندا لقناة CTV News:
“نحن لا نخطط لتقليص الإنتاج أو تقليص الوظائف في كندا. ما نقوم به هو إعادة توزيع جزئية للوجهات التصديرية لسيارات CR-V بين مصانعنا.”
المصانع المعنية بإنتاج CR-V
هوندا تُنتج حاليًا سيارة CR-V في ثلاثة مصانع بأمريكا الشمالية:
الولايات المتحدة:
مصنع إيست ليبرتي – أوهايو
الطاقة الإنتاجية: 240,000 وحدة سنويًا
يُنتج أيضًا طرازي أكيورا RDX وMDX
يضم منشأة مستقلة كانت مخصصة لطراز NSX
مصنع جرينسبيرغ – إنديانا
يُنتج طرازات CR-V وسيفيك
من المخطط أن ينتقل إليه إنتاج طراز أكورد خلال العام الجاري
كندا:
مصنع أليستون – أونتاريو
الطاقة الإنتاجية: 210,000 وحدة سنويًا
يعتبر من بين أكبر مصانع CR-V عالميًا من حيث التصدير
آثار محدودة وتوظيف محتمل
رغم التغيير في خطوط الإنتاج، لا تتوقع هوندا أن يؤثر ذلك سلبًا على العمالة الكندية، بل إن الولايات المتحدة قد تشهد خلق فرص عمل جديدة في مصانعها، بحسب تصريحات ميبي.
وأشار إلى أن “هناك مجالًا لزيادة الطاقة الإنتاجية في الولايات المتحدة، وإذا استمرت إجراءات الرسوم الجمركية على المدى المتوسط، فسنكون بحاجة لتوسيع الإنتاج الأمريكي لتقليل التكلفة”.
تأجيل مشروع كهربائي ضخم
وفي سياق متصل، أعلنت هوندا أيضًا عن تأجيل مشروعها الكهربائي بقيمة 11 مليار دولار في أونتاريو – كندا، والذي كان يهدف إلى تصنيع بطاريات ومركبات كهربائية بدءًا من عام 2028.
وأوضح ميبي أن السبب الرئيسي وراء هذا القرار هو تباطؤ نمو الطلب على السيارات الكهربائية في سوق أمريكا الشمالية، ما دفع الشركة إلى إعادة النظر في استراتيجيتها على المدى المتوسط.
من خلال إعادة توزيع إنتاج سيارة CR-V بين كندا والولايات المتحدة، تسعى هوندا إلى التحايل على تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية دون المساس بالاستقرار الوظيفي في منشآتها الكندية.
ورغم بعض التحديات اللوجستية، ترى الشركة أن هذه الخطوة أقل تكلفة من تحمل الرسوم الجمركية، كما أنها تفتح المجال لتوسيع عمليات التصنيع داخل الولايات المتحدة بما يتماشى مع المتغيرات الاقتصادية والتجارية الحالية.