في خطوة تعكس التحولات المتسارعة في سوق السيارات، قررت شركة هوندا إلغاء خطط تطوير إحدى سياراتها الكهربائية الكبيرة القادمة، والتي كانت تُبنى على مفهوم سيارات الفئة 0 الرياضية متعددة الاستخدامات (SUV)، وذلك في ظل ضعف الطلب على السيارات الكهربائية في السوق الأمريكية.
تراجع في الخطط بسبب تغيّرات السوق الأمريكية
وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة نيكي آسيا، ألغت هوندا مشروع سيارة SUV كبيرة الحجم كانت تستهدف السوق الأمريكية، بسبب ارتفاع تكاليف التطوير وتراجع الحوافز الحكومية. ويأتي ذلك في أعقاب اعتماد قانون “الكبير والجميل” في الولايات المتحدة، والذي سيُوقف الإعفاء الضريبي الفيدرالي البالغ 7500 دولار على السيارات الكهربائية الجديدة المؤهلة، اعتبارًا من 30 سبتمبر 2025.
وكان من المفترض أن تُسهم هذه السيارة في دعم انتشار هوندا في سوق مركبات SUV الكهربائية الكبيرة، خصوصًا أن 60% من مبيعات الشركة في أمريكا تتركز على الطرازات الأكبر حجمًا. إلا أن انخفاض مستوى الطلب ألقى بظلال من الشك على جدوى المشروع، ما دفع الشركة لإعادة تقييم أولوياتها.
الإلغاء لا يشمل كل الطرازات
من المهم الإشارة إلى أن هذا التعديل لا يعني تراجعًا كاملًا عن خطط الفئة 0. فلا تزال السيارات الكهربائية المتوسطة الحجم – بما في ذلك السيدان وSUV – ضمن خطة الإنتاج، حيث من المتوقع أن يتم إطلاق أول طراز متوسط الحجم في عام 2026. وقد تم بالفعل استعراض بعض هذه النماذج خلال سباق الجائزة الكبرى الياباني في أبريل الماضي.
التوجه نحو السيارات الهجينة لتعزيز العائدات
تماشيًا مع المستجدات، قررت هوندا خفض استثماراتها في تطوير السيارات الكهربائية من 69 مليار دولار إلى 48 مليار دولار حتى نهاية العقد، مع تحويل التركيز نحو السيارات الهجينة كمرحلة انتقالية أكثر واقعية حاليًا. ومن المنتظر أن تشمل الإصدارات الهجينة الجديدة طرازات شهيرة مثل بايلوت وباسبورت وأوديسي، ما سيُساهم في تعزيز الإيرادات على المدى القريب.
توجه مشابه من تويوتا وفورد
هوندا ليست وحدها في هذا المسار؛ فقد اتخذت تويوتا خطوة مماثلة بتأجيل إطلاق سياراتها الكهربائية الـSUV المصنعة في أمريكا، لإعادة التركيز على سيارات مثل جراند هايلاندر. كما أعلنت فورد عن تعديلات في خطة إنتاجها للبطاريات، بما في ذلك إتاحة جزء من مصنع كنتاكي لشركة نيسان، في إطار تقليل التكاليف وتوجيه الموارد بمرونة.
خلاصة:
هوندا تعيد ترتيب أولوياتها لتتوافق مع الواقع التجاري الحالي، متجهةً نحو السيارات الهجينة في المرحلة المقبلة، على غرار كبار المصنعين مثل تويوتا وفورد، بانتظار تحسّن الظروف والطلب على المركبات الكهربائية في الأسواق العالمية.