بعد سنوات من التراجع والخلافات، انتهى رسميًا مشروع جيب المشترك في الصين بين ستيلانتيس وشركة GAC الصينية، بعدما أعلنت الحكومة الصينية الاعتراف القانوني بحالة الإفلاس للشركة هذا الأسبوع. بذلك، تُطوى آخر فصول شركة GAC-FCA التي كانت قد تأسست قبل أكثر من عقد، لإنتاج سيارات جيب للسوق الصينية، وانتهت فعليًا في عام 2022 بإغلاق المصنع.
من شراكة واعدة إلى مصنع مغلق
انطلقت الشراكة بين GAC وفيات قبل الاندماج مع كرايسلر، وتوسعت لاحقًا لتُنتج طرازات شهيرة مثل جيب كومباس، ورينيجيد، وشيروكي، وجراند كوماندر في مصنع حديث البناء خُصص لهذا الغرض. وخصّت جيب السوق الصينية بطراز جراند كوماندر المزوّد بثلاثة صفوف من المقاعد، وهو ما لم يكن متاحًا في النسخ العالمية آنذاك.
لكن بعد سنوات من الأداء المتذبذب، قررت ستيلانتيس في عام 2022، بقيادة الرئيس التنفيذي كارلوس تافاريس، إغلاق المصنع رسميًا. وجاء القرار بعد تراجع مبيعات جيب في الصين، وتزايد التحديات السياسية، والتوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، مما دفع المجموعة لإعادة النظر في استراتيجيتها داخل أكبر سوق سيارات في العالم.
جيب مستمرة في السوق الصينية.. لكن بالتصدير فقط
رغم انهيار الشراكة، لم تتخلَّ جيب عن السوق الصينية بالكامل، حيث واصلت تصدير بعض طرازاتها إلى هناك، مثل رانجلر، ورانجلر 4xe، وجلاديتور، وجراند شيروكي 4xe، دون تصنيع محلي. وهو تحوّل واضح في استراتيجية الشركة نحو نموذج أقل التزامًا مع الشركاء المحليين.
ستيلانتيس تُحوّل بوصلتها إلى شريك جديد
وفي خطوة لتأمين موطئ قدم أقوى في مجال السيارات الكهربائية، أعلنت ستيلانتيس في 2023 عن استحواذها على 20% من شركة “Leapmotor” الصينية الناشئة، في صفقة تتضمن تأسيس مشروع مشترك جديد تملك فيه ستيلانتيس 51% من الحصة. وتستهدف هذه الشراكة دخول Leapmotor السوق الأوروبية، وهو ما بدأ فعليًا، بينما لا تزال فرص دخول السوق الأمريكية غير مؤكدة.
من المفارقات أن GAC، الشريك السابق، كانت قد حاولت مرارًا التوسع إلى الأسواق الغربية من خلال مشاركتها بمعارض سيارات دولية مثل معرض ديترويت، لكن دون أن تحقق حضورًا فعليًا. بينما حصلت Leapmotor على الفرصة التي لم تُمنح لـGAC، لتُصبح بوابة ستيلانتيس الجديدة إلى مستقبل السيارات الكهربائية منخفضة التكلفة في الأسواق العالمية.