إطلاق تجريبي

تواصل شركة مازدا اليابانية إبهار العالم بابتكاراتها الجريئة في مجال المحركات، حيث كشفت براءة اختراع جديدة عن تطوير محرك احتراق داخلي سداسي الأشواط قادر على إنتاج الهيدروجين الخاص به من البنزين، مع تخزين الكربون بدلًا من إطلاقه في الغلاف الجوي.

فكرة المحرك الجديد

تحمل براءة الاختراع اسم “نظام إعادة تشكيل الوقود للمركبة”، ويعتمد على إعادة صياغة طريقة عمل محركات البنزين التقليدية. يقوم المحرك بتحويل البنزين إلى هيدروجين باستخدام الحرارة والمحفزات، ثم يحرق الهيدروجين لتوليد الطاقة، بينما يتم التقاط الكربون النقي وتخزينه لإزالته لاحقًا أثناء الصيانة أو استخدامه في صناعات أخرى مثل الفولاذ أو الأصباغ.

بهذه الطريقة، يمكن تشغيل السيارة على البنزين دون انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أو على الأقل تقليلها بشكل كبير.

دورة سداسية معقدة

بعكس المحرك التقليدي ذي الأربع أشواط، يضيف نظام مازدا شوطين إضافيين:

إعادة الضغط: يُوجّه فيه غاز العادم إلى وحدة التحليل.

إعادة التمدد: لسحب الهواء المتبقي قبل إخراجه في شوط العادم الأخير.

داخل وحدة التحليل، يتم فصل مكونات البنزين (الهيدروجين والكربون)، فيُستخدم الهيدروجين مباشرةً كوقود، بينما يُخزن الكربون.

تحديات تقنية

رغم الطموح الكبير، إلا أن النظام معقد للغاية مقارنة بالمحركات التقليدية، إذ يتطلب:

صمامات إضافية تعمل بمحركات خاصة بدلًا من أعمدة الكامات.

وحدات مُصلح مقاومة للحرارة العالية.

ثلاث حاقنات وقود إضافية.

نظام تخزين للكربون، الذي قد يصل وزنه إلى 28.8 كجم لكل خزان وقود في سيارة مثل CX-5.

الفوائد والشكوك

الميزة الأبرز لهذا المحرك هي التخلص من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو ما قد يطيل عمر محركات الاحتراق الداخلي في عصر التحول للطاقة النظيفة. ومع ذلك، يبقى السؤال عن الكفاءة الفعلية، إذ إن تجارب سابقة مثل بي إم دبليو Hydrogen 7 أظهرت أن استهلاك الهيدروجين قد يكون أقل كفاءة من البنزين التقليدي.

خطوة مازدا تعكس إصرارها على إيجاد حلول مبتكرة لإنقاذ محركات الاحتراق الداخلي من الانقراض، لكنها أيضًا تُظهر أن الطريق نحو “محرك بلا انبعاثات” قد يكون مليئًا بالتعقيدات التقنية والتحديات العملية.

شاركها.

التعليقات مغلقة.

تواصل معنا

يسعدنا تواصكم معنا من خلال البيانات التالية

© 2025منصة سبورت موتور.