عُرفت بورش على مرّ تاريخها بقدرتها على كسر القواعد الهندسية التقليدية، ويبدو أن الشركة الألمانية تستعد لإعادة كتابة مفاهيم تصميم المحركات من جديد. فبعد سلسلة من براءات الاختراع الغريبة والمثيرة للاهتمام، مثل محرك W18، كشفت بورش عن تصميم ثوري لمحرك جديد يعتمد على نظام سحب وعادم غير مسبوق في عالم السيارات.
فكرة المحرك الجديدة:
المفهوم المبتكر الذي سجلته بورش يُظهر وجود مشعبَي عادم لكل مجموعة من الأسطوانات، بحيث يمتلك كل صمام عادم مساره الخاص الذي يُفرغ الغازات إلى الخارج في اتجاهين مختلفين. هذا التكوين الفريد يُضفي على المحرك تعقيدًا هندسيًا غير مسبوق، لكنه في الوقت نفسه يقدم حلولاً ذكية لثلاث مشاكل رئيسية تواجه المحركات الحديثة
تحسين التجانس الحراري داخل كتلة المحرك لتجنّب البقع الساخنة أو الباردة.
تحقيق أفضل تدفق للهواء والعادم دون التأثير على أداء الأسطوانات.
تقليل التبادل الحراري بين مسار السحب والعادم لأقصى حد ممكن.
التغيير الجذري في تصميم الصمامات
بعكس المحركات التقليدية، حيث يكون السحب من جهة والعادم من الجهة المقابلة، قررت بورش توزيع صمامات السحب والعادم على جانبي كل أسطوانة. هذا يعني أن الهواء يدخل من جهة مركزية، بينما يخرج العادم من كلا الجانبين في توزيع متوازن يُساعد على تخفيف الأحمال الحرارية وتحسين كفاءة تدفق الهواء.
النتائج المحتملة
يوفّر هذا التصميم توازنًا حراريًا مثاليًا داخل رأس الأسطوانة، ويعزز عملية الاحتراق، كما يُحسن استجابة المحرك وسلاسة عمله. ومع ذلك، فإن هذا التعقيد الميكانيكي يجعل من الصعب تطبيقه تجاريًا، خاصة على نطاق واسع.
لكن، كما اعتدنا من بورش، الابتكار يبدأ بفكرة جريئة، وقد يُمهّد هذا التصميم لحقبة جديدة من المحركات عالية الكفاءة.
حتى لو لم يصل هذا المحرك إلى خطوط الإنتاج قريبًا، فإن مجرد تسجيل بورش لهذه الفكرة يُظهر مدى جرأتها في التفكير خارج الصندوق. إنها ليست مجرد شركة سيارات، بل مختبر هندسي دائم الابتكار.