شهدت صناعة السيارات العالمية تحولات كبيرة مؤخرًا، دفعت العديد من الشركات إلى إعادة التفكير في استراتيجياتها الكهربائية بعد تباطؤ الطلب وارتفاع التكاليف. ومع ذلك، تظل هوندا متمسكة برؤيتها، وإن بوتيرة أكثر حذرًا.
في لقاء مع وسائل الإعلام الأمريكية في مقر هوندا بطوكيو، أقرّ الرئيس التنفيذي توشيهيرو ميبي بأن الشركة أرجأت خططها للسيارات الكهربائية في أمريكا لمدة تصل إلى خمس سنوات، نتيجة تغيّر الأوضاع الجيوسياسية وضعف الإقبال العام على السيارات الكهربائية. لكنه أكد أن هوندا ما زالت ملتزمة بإنتاج سيارة كهربائية بسعر أقل من 30,000 دولار أمريكي.
التحدي الأكبر: تكلفة البطاريات
قال ميبي إن خفض تكلفة السيارات الكهربائية يعتمد كليًا على انخفاض تكلفة البطاريات، موضحًا:
“ما لم تنخفض أسعار البطاريات بشكل كبير، فلن يكون من الممكن خفض التكلفة الإجمالية للسيارة الكهربائية، وهذا هو الواقع.”
وعندما سُئل عن إمكانية طرح سيارة Alpha من الفئة 0 في السوق الأمريكية، استبعد ذلك، مشيرًا إلى أن هذا الطراز مخصص للهند، لكن هوندا تدرس تطوير سيارة كهربائية أمريكية مخصصة وبسعر معقول في المستقبل.
التركيز المؤقت على السيارات الهجينة
مع تأخر الجدول الزمني للسيارات الكهربائية، قررت هوندا تعزيز إنتاج سياراتها الهجينة بدلًا من الاعتماد الكامل على الكهرباء في المدى القريب.
وابتداءً من العام المقبل، ستُطلق الشركة جيلًا جديدًا من المحركات الهجينة، بما في ذلك محركات 2.0 لتر رباعية الأسطوانات وV6 هجينة مخصصة لسيارات بايلوت، باسبورت، ريدجلاين، وأوديسي.
هذه الخطوة ستجعل الخيارات الهجينة تغطي معظم تشكيلة هوندا الأمريكية، بينما تبقى السيارات الكهربائية من الفئة 0 خيارًا اقتصاديًا للمهتمين بالتقنيات الخضراء.
رؤية واقعية نحو المستقبل
على الرغم من تأجيل الخطط، فإن هوندا تضع نصب أعينها هدفًا واضحًا: توفير سيارة كهربائية ميسّرة لأكبر عدد ممكن من المستهلكين.
وفي سوق تتزايد فيه الأسعار وتتراجع فيه الخيارات دون 30 ألف دولار، قد تكون هذه السيارة هي الورقة الرابحة التي تعيد التوازن إلى سوق السيارات الكهربائية الأمريكية.